مقالات
أخر الأخبار

بيل جيتس: الأشخاص الكسالى هم أفضل الموظفين. لكن ماذا يخفي كسلك في الواقع؟

يعتقد بيل جيتس أنه يجب توظيف أشخاص كسالى. نعم! بدون مزاح قال في أحد اللقاءات: “اختر شخصًا كسولًا ليقوم بعمل شاق. لأن الشخص الكسول سيجد طريقة سهلة للقيام بذلك “.

بحكم تجربتي في مجال الأعمال أنا لا أختلف مع الفرضية. قد يكون اختيار شخص يقوم بعمل ما “بالطريقة السهلة”  أفضل بكثير من تكليف فريقك الأكثر طموحًا. أصعب طريقة لحل مشكلة ما ليست هي أفضل طريقة لحل تلك المشكلة في أغلب الأحيان.

في عالم الشركات الناشئة، يعتبر استنزاف الوقت والمال في سبيل حل مشكل من العوامل التي تؤدي بالشركة إلى الإفلاس، في حين أن الشركة لو اسثتمرت جهدا أكبر لإيجاد حل أسهل و نتكلفة أقل لحلت المشكلة بشكل فعال.

عندما تسلك المسار الأكثر وضوحًا و بساطة للوصول إلى الحل، هذا لا يجعلك شخصا كسولا بل بالعكس يجعلك شخصا ذكيا، وهذا ما يقصده بيل كييتس بقوله أن الأشخاص الكسالا هم موظفون جيدون في تحديد الأولويات و أكفاء أشخاصًا و أكثر مرونة.

تصنيف كل شخص يقوم بأفعال ،تبدو لنا أفعالا تتولد عن كسل، على أنه كسول هو تصنيف غير اختزالي وكسول في حد ذاته. من السهل الحكم على الناس بالكسل؛ فات أحد الزملاء موعد نهائي على الرغم من وجود متسع من الوقت؟ إذن هو كسول، تفضل النوم على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؟ إذن أنت كسول. لكن الأمر ليس بهذه البساطة.

قد تتفاجأ عزيزي القارئ عندما أخبرك أن الكسل ليس هو المشكلة. إنه نتيجة لأسباب أخرى تجهلها. غالبًا ما تتفادى رؤيتها بهذه الطريقة، لأن الأسباب العميقة في تهاوننا في العمل “باجتهاد” يمكن أن تكون حقائق غير مريحة بالنسبة لنا.

نحن بحاجة لفحصها على أي حال. لأنها هي في الواقع ما يعيقنا، وليس الكسل.

الاشياء المهمة أولا

غالبًا ما يكون الشعور بالكسل علامة على حاجتنا للراحة. و هنا أريد أن أوضح شيئًا مهما: الراحة لا تعني الكسل.

هذه ما هي إلا فكرة شائعة و خاطئة و غالبا ما تبدو مربكة للناس؛ الاسترخاء بدلاً من العمل، وإعطاء الأولوية للمهام الشخصية على المهنية أو عدم الاستيقاظ في الساعة 6 صباحًا … يمكن أن يُقرأ على أنه كسل. معظم الناس، و خاصة شباب اليوم الذي يطمح لتحقيق نجاحات عظيمة في حياته من هذه المشكلة الإدراكية: الإنشعال طوال الوقت أكثر أهمية من الإنتاجية بحد ذاتها، و هذا مشكل كبير علينا الحد منه.

في بعض الأحيان ، الشيء الأكثر إنتاجية الذي يمكنك القيام به هو الراحة. إن الراحة أمر ضروري للإنتاجية. الراحة شريك أساسي في العمل. لا يمكن للمرء أن ينجز عملا بشكل فعال دون راحة. يمكن أن تكون الراحة أثناء يوم العمل، مثل المشي لمسافات طويلة، ذات تأثير عظيم في توليد أفكار إبداعية. تعد الفواصل الطويلة أمرًا بالغ الأهمية في منع الإرهاق. هنا نستنتج أنه ما قد يبدو كسلًا بالنسبة للبعض هو ما يجعلك أفضل منهم في الحقيقة.

السر هو، عندما ترتاح، تأكد من أنك تستريح فعلا. لا تتفقد مواقع التواصل الإجتماعي من هاتفك. لا ترد على البريد الإلكتروني في عطلتك. خذ مساحة للراحة التصالحية و امنح زملائك هذه المساحة أيضًا. من المؤكد أنك ستعود إلى العمل أكثر حماسا و إبداعا و عزيمة.

هل الشعور بالكسل له أسباب أخرى؟

أنت مرتاح جيدًا لكن ما زلت لا تشعر بأي حماس أو تحفيز لمزاولت العمل. هل هذا يجعلك كسولا؟

الافتقار إلى الحافز هو شيء كثيرا ما نوبخ أنفسنا عليه باعتباره فشلًا شخصيًا. بدلا من لوم أنفسنا ماذا لو بدأنا من مكان أفضل؟ حاول أن تسأل نفسك لماذا تتجنب مهام معينة. لا تكتف بالإجابات السهلة. ربما لم تكن مقتنعا بوظيفتك لأنك لا تتعلم أي شيء جديد. ربما أنت خائف من الانزعاج الذي يصاحب التطور، أو من الفشل نفسه ، كما هو الحال مع مشروع طموح قد لا يُثمر.

هذه مشاكل أكثر تعقيدًا من الكسل. مشكلة الشعور بعدم الكفاءة أو فقدان المعنى في العمل هي مشكلة، رغم أنها تؤثر على المخرجات، إلا أنها مشكلة مرتبطة أساس بعلاقتك مع العمل الذي تزاوله أو ترغب في العمل عليه و ليست مشكلة كسل. من خلال التحلي بالفضول اتجاه نفورك من القيام بعمل ما بدلاً من افتراض أن ذلك الشعور سببه هو الكسل، فإنك تستأصل المشكل من جذوره.

الخطر في الأمر أن الكسل يتحول إلى ركود. عليك أن تتخذ قرارات تعالج السبب الجذري. لن تكون أكثر إنتاجية فحسب. بل ستكون أكثر سعادة كذلك. هذا مهم ليس فقط لأنك شخص يستحق السعادة، ولكن لأن الأشخاص السعداء في العمل هم الأكثر نجاحًا. تؤثر المشاعر على التفكير، لذلك إذا كنت أكثر رضا في العمل فحتما أفكارك و أفعالك ستزدهر كذلك.

إذا ماذا نفعل حيال ذلك؟

استفد من مبدأ التقدم: ينص مبدأ التقدم على أنه “من بين الأشياء التي تعزز المشاعر الإيجابية و التحفيز خلال العمل هي إحراز تقدم، و لو بسيط، في العمل الهادف”؛ يمكن أن يساعد الشعور بالتقدم والاستمتاع بالمكاسب الصغيرة في محاربة ذاك الصوت المزعج في رأسك الذي يخبرك أن العمل صعب للغاية أو أن المشروع كبير جدًا بحيث لا يمكن القيام به.

تعود على أخد قيلولة: تشير الدراسات إلى أن قيلولة لمدة 30 دقيقة يمكن أن توقف تدهور الأداء. و قيلولة لمدة 60 دقيقة يمكن أن تحسن أداءك بنسبة كبيرة. إذا كنت تشعر بالكسل، فقد يكون هذا إشارة على ضرورة أخد قسط من الراحة. تذكر: مفهوم الإنشغال يختلف عن الإنتاجية. قد يكون من الأفضل حقًا قضاء وقتك في قيلولة سريعة.

حوّل تركيزك: يعد الإفتقار إلى المعنى في عملك عاملاً أساسيًا يساهم في تلاشي العزيمة و الحماس. إذا كنت لا تريد ء أو لم تكن في وضع يسمح لك ء بإجراء تغيير كبير، فقم بتدوين الأشخاص الذين تؤثر عليهم من خلال عملك، وليس فقط على ما تنتجه. يؤدي هذا إلى تحويل التركيز من المهام التي عليك إنجازها إلى هدف أسمى ألا و هو كيفية مساعدة الأشخاص. فمثلا لنفترض أنك أستاذ، فبدل أن تركز على علمك “الممل” حاول التفكير في تلامدتك الذين يتخدونك قدوة لهم.

إفعل أقل. عمل القليل قد يكون مرعبًا. هكذا شعرت أنا شخصيا في البداية حتى أدركت أن العمل الذي كنت أؤجله كان عملاً لا يجب أن أقوم به في المقام الأول. لقد شعرت بالبطء في نقل الأشياء من قائمتي، ولكن الآن، يتم تنفيذ هذه المهام بحماس من قبل شخص يعرف الكثير عنها أكثر مما أعرف (التفويض)، ولدي الوقت للقيام بالعمل الذي يحفزني أكثر.

هذا كل شيء بالنسبة لمقالة اليوم. أتمنى أنكم استفدتم و لو القليل مما ذكرته في هذه المقالة  و في الأخير سأختم بمقولة للكاتب الأمريكي روبرت هاينلين “لم يتم إحراز التقدم من قبل الأشخاص الذين يستيقظون في وقت مبكر، بل من قبل أشخاص كسالى يحاولون إيجاد طرق أسهل لفعل شيء ما”.


إقرأ أيضا: 3 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك بانتظام يمكنها تغيير حياتك

5 أسباب تجعل الأشخاص الناجحين يرتدون نفس الملابس كل يوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

لا تمكنك استنساخ محتوى هذه الصفحة

أنت تستخدم إضافة Adblock

المرجوا منع حجب الإعلانات من أجل تصفح الموقع